إجراءات السلامة والحد من استخدام المخدرات في مجال الصرف الصحي
بالنسبة لمعظم الناس، ما أن يتم صرف أي شيء في مواسير الصرف الصحي، فإنهم يعتبرونه قد اختفى تمامًا. لكن هذا ليس الحال بالنسبة للعاملين في مجال الصرف الصحي. كما في العديد من المجالات، فإن فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، والوباء الذي سببه، قد جعل شركات الصرف الصحي ومعالجة المياه أكثر وعيًا بالمخاطر التي تواجه العاملين. وبعد أن أصبحت السلامة المهنية أكثر أهمية من أي وقت مضى، فلا يمكننا تجاهل مشكلة تعاطي المخدرات أو الكحوليات أثناء العمل.
استخدام المخدرات والكحوليات بين العاملين بالصرف الصحي
من المعروف أن الإفراط في استخدام الكحوليات أو المخدرات المختلفة مثل الحشيش والكوكايين يمثل مشكلة حقيقية بين العاملين بقطاع الصرف الصحي. حيث يمكن لهذه المواد أن تصرف انتباههم عن بعض الجوانب المزعجة من وظائفهم. وفي وقت مثل هذا، مع وباء عالمي منتشر، قد يكون استخدام مثل هذه المواد أكثر جاذبية، كوسيلة للتعامل مع الضغط العصبي أو ارتفاع المخاطر. لكن لا شك أن هذا يؤثر على السلامة المهنية، ويزيد من المخاطر المتعلقة بالمهنة، حيث أن هذه المواد تؤثر على تركيز المتعاطين وتزيد من احتمالية ارتكاب الأخطاء.
الاستخدام السليم لأدوات الحماية الشخصية
تتبع الشركات المسئولة قواعد قانون الصحة والسلامة المهنية (HSE)، وتزود عامليها بالأدوات اللازمة لوظائفهم. لكن أدوات الحماية الشخصية لا قيمة لها إذا لم يتم استخدامها بشكل سليم، أو إذا تضررت بفعل الاستهتار في استخدامها. ومهما كانت جودة البرنامج التدريبي، فلا قيمة له إذا كان العاملون تحت تأثير الكحوليات أو المخدرات، التي تجعلهم عرضة للنسيان، أو لتجاهل الالتزام بالتعليمات والتدريب الذي حصلوا عليه. في بعض الحالات، خاصة عندما يكون على العاملين مساعدة بعضهم لارتداء أدوات الحماية الشخصية، قد يضع العاملون زملاءهم في خطر، إذا كانوا تحت تأثير المخدرات أو الكحوليات.
ما يمكن للشركات فعله
هناك طريقتان رئيسيتان يمكن بها للشركات تقليل هذه المخاطر. أولًا، يمكنهم تقديم خدمات المشورة الطبية والنفسية، وخلق بيئة عمل داعمة، تشجع العاملين والمتعاقدين على الحديث عما يقلقهم أو ما يعانون منه. الطريقة الثانية هي تصميم برنامج للكشف عن المخدرات والكحوليات في مكان العمل، للمساعدة في تحديد العاملين الذين يعرضون زملاءهم للخطر.
لقد أصبحت مثل هذه الاختبارات سهلة الاستخدام ولا تستغرق وقتًا طويلًا. يمكن أن يتم تحليل عينات البول في مقر الشركة، كما يمكن استخدام ماسحات اللعاب في مكان العمل قبل استخدام أدوات الحماية الشخصية، كشرط لدخول العاملين للمناطق الخطرة. تختار بعض الشركات إجراء التحاليل يوميًا أو أسبوعيًا، بينما تجد شركات أخرى أن الكشف العشوائي هو الطريقة المثالية للكشف عن الأشخاص الذين يحاولون إخفاء هذه السلوكيات.
دعم العاملين بقطاع الصرف الصحي
ما الذي يجب على صاحب العمل القيام به عند اكتشاف نتيجة تحليل إيجابية؟ قد يكون الفصل الفوري للموظف تصرفًا قاسيًا، خاصة إذا كان في المعتاد شخصًا يمكن الاعتماد عليه. كما قد يقلل هذا من احتمالية اعتراف الآخرين بمشاكلهم مع التعاطي. خاصة فيما يتعلق بالكحوليات، ففي العديد من الأحيان لا يلاحظ الشخص مقدار ما شربه، أو مدى تأثيره عليه في اليوم التالي. عادةً ما يكون الحل الأفضل هو توفير خدمات المشورة النفسية المناسبة، مع استخدام كشف يومي عن المخدرات لتقليل المخاطر أثناء التعامل مع المشاكل المسببة لهذه العادة.
يعد العاملون في قطاع الصرف الصحي من بين الأبطال المنسيين خلال هذا الوباء العالمي، حيث يقدمون خدمة لا غنى عنها، على الرغم من المخاطر التي يتعرضون لها. يجب على أصحاب العمل دعم موظفيهم، من خلال تقليل هذه المخاطر، حتى لو عنى ذلك حمايتهم من خياراتهم الشخصية السيئة.0